لا تزال القوات العراقية والكردية تنتزع الأراضي من أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سادس أيام العملية العسكرية لتحرير الموصل، في الوقت الذي سافر فيه وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، إلى بغداد قادما من تركيا.
واستطاعت القوات العراقية تحرير مدينة برطلة الاستراتيجية بشكل كامل من أيدي داعش، والتي تقع على بعد حوالي 9 كم شرق الموصل، كما اقتحمت مدينة الحمدانية التي تقع على بعد حوالي 27 كم من عاصمة محافظة نينوى، المعقل الرئيس لداعش في العراق.
واستطاعت القوات العراقية السيطرة على مركز مدينة الحمدانية، على الرغم من استمرار القتال في بعض بؤر داعش للدفاع عن المدينة.
كان الجيش العراقي قد اقتحم الحمدانية من الجنوب قبل ثلاثة أيام، ولكنه اضطر للانسحاب بسبب المقاومة التي لقيها من مقاتلي التنظيم.
وتعد الحمدانية قلب منطقة مكونة من حوالي 50 بلدة، يقع معظمها تحت سيطرة تنظيم الدولة، كان يقطنها حوالي 50 ألف مواطن عراقي من الأقلية المسيحية قبل استيلاء داعش عليها في أغسطس/آب 2014.
وتتعرض مواقع داعش في هذه منطقة، التي تُهاجم من محور الخازر، أيضا للقصف من الطيران العراقي وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة.
كما يقطن هذه المنطقة مواطنون عرب سنة، وعدد من أقليات الشبك والكاكائيين، الذين عانوا أيضا من اضطهاد تنظيم الدولة لهم.
وقال الفريق رائد شاكر جودت، قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية، في تصريحات لوكالة (إفي) أنه بعد ستة أيام من العملية العسكرية في الموصل، فقد قتل 285 مقاتل من داعش على الأقل جنوب الموصل حيث تم تحرير 37 بلدة بالكامل.
كما توفي ما لا يقل عن 50 مقاتلا آخرين في المعارك التي نشبت أمس واستكملت اليوم بين داعش وقوات الأمن العراقية والكردية بمدينة كركوك، التي تبعد 170 كم تقريبا جنوب شرق الموصل.
كان العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة قد شنوا هجوما على جنوب كركوك أمس الجمعة وسيطروا على عدد من مقار الشرطة.
كما أضرموا النيران في مصنعا ومخزنا للكبريت ببلدة المشراق في منطقة القيارة على بعد 55 كم جنوب الموصل.
وأكد مدير منطقة القيارة، صالح حسن الجبوري، لـ(إفي)، أن حريق مصنع مخزن الكبريت تسبب في انبعاث “غازات سامة” أدت إلى “تسمم سكان المناطق المجاورة”.
وتضاف هذه المأساة لقيام داعش أيضا بحرق الآبار النفطية الكبيرة في نفس المنطقة قبل وبعد تحريرها من جانب القوات العراقية يوم 25 أغسطس/آب الماضي.
ومن جهة أخرى، وبالتزامن مع اليوم السادس لعملية تحرير الموصل، وصل وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، للعاصمة بغداد في أول زيارة له بعد انطلاق العملية، واجتمع مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وقال كارتر ان “معركة الموصل حاسمة ويجب علينا جميعا أن ندعمها، كما يجب علينا ان نفكر في مرحلة ما بعد التحرير”، مضيفا أنه يجب أن يكون مضطلعا “لتحقيق الاستقرار”.
وأصر العبادي بعد اجتماعه مع كارتر على رفضه وجود قوات تركية في العراق، بمدينة بعشيقة الواقعة شمال شرق الموصل ومعارضاع لمشاركتها في العملية العسكرية.
كما شدد على أن “معركة الموصل عراقية وينفذها ويقودها العراقيون”، مضيفا أن العراقيين سيحررون الموصل “قريبا” وأنهم “لا يسمحون لأي قوة ان تتدخل فيها”.
وأكد العبادي أنه لاتوجد أي قوات برية أجنبية تقاتل على الأارضي العراقية، ولكنه لم يشر إلى الجنود الأمريكيين الذين يدعمون الجيش العراقي في عدة نقاط على جبهة القتال، وفقا لما تحققت منه وكالة (إفي).
وتابع “الأتراك يريدون المشاركة لكننا نقول لهم شكرا وهذا الامر (تحرير الموصل) سيتعامل معه العراقيون، وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة”.
ووصل كارتر إلى بغداد قادما من أنقرة حيث صرح هناك أن الولايات المتحدة تريد الاعتماد على تركيا في العمليات ضد داعش، ولكن يجري اعداد تفاصيل هذه المشاركة.